وَمِمَّا أستجيد فِي هَذَا الْمَعْنى وتناقله السّلف الصَّالح قَول زيد بن عَمْرو ابْن نفَيْل رَحمَه الله تَعَالَى
(رضيت بك اللَّهُمَّ رَبًّا فَلَنْ أرى ... أدين إِلَهًا غَيْرك الله ثَانِيًا)
(وَأَنت الَّذِي من فضل من وَرَحْمَة ... بعثت إِلَى مُوسَى رَسُولا مناديا)
(فَقلت لمُوسَى اذْهَبْ وَهَارُون فَادعوا ... إِلَى الله فِرْعَوْن الَّذِي كَانَ طاغيا)
(وقولا لَهُ آأنت سويت هَذِه ... بِلَا وتد حَتَّى اطمأنت كَمَا هيا)
(وقولا لَهُ آأنت رفعت هَذِه ... بِلَا عمد أرْفق إِذا بك بانيا)
(وقولا لَهُ آأنت سويت وَسطهَا ... منيرا إِذا مَا جنه اللَّيْل هاديا)
(وقولا لَهُ من يُرْسل الشَّمْس غدْوَة ... فَيُصْبِح مَا مست من الأَرْض ضاحيا)
(وقولا لَهُ من ينْبت الْحبّ فِي الثرى ... فَيُصْبِح مِنْهُ البقل يَهْتَز رابيا)
(وَيخرج مِنْهُ حبه فِي رؤسه ... وَفِي ذَاك آيَات لمن كَانَ واعيا) وَله أَيْضا
(وَأسْلمت وَجْهي لمن أسلمت ... لَهُ المزن تحمل عذبا زلالا) وَفِيه يَقُول ورقة بن نَوْفَل
(رشدت وأنعمت ابْن عَمْرو وَإِنَّمَا ... تجنبت تنورا من النَّار حاميا)
وتفكر فِي تبَاين القمرين فِي الْحَرَارَة والبرودة وَبرد الْقَمَر مَعَ استمداده فِي نوره من الشَّمْس وحرارة الشَّمْس الشَّدِيدَة ومم استمدت تِلْكَ الْحَرَارَة الدائمة المتوقدة وَهِي فِي أرفع الاجواء الرّطبَة الْبَارِدَة وَكَيف لم تحترق وتتلاش مَعَ شدَّة حَرَارَتهَا ودوامها وَعدم مَا تحرقه مثل سَائِر الناريات وَقد ذكر صَاحب الْوَظَائِف أَن فِي كتاب الله تَعَالَى من الْآيَات فِي هَذَا الْمَعْنى خَمْسمِائَة آيَة وَقد ذكرت فِي تَكْمِلَة تَرْجِيح أساليب الْقُرْآن من ذَلِك مَا يشفي وَيَكْفِي
ولنختم هَذَا الْمَعْنى بِذكر آيَة وَاحِدَة مِنْهَا وَهِي قَوْله تَعَالَى {وَمن آيَاته أَن تقوم السَّمَاء وَالْأَرْض بأَمْره} وَفِي آيَة أُخْرَى بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ