للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من الدلالات وَيرد بعلومهم من الجهالات وَيُؤَيّد بهم من الكرامات وصادق الْمُبَشِّرَات من رُؤْيا الْحق الْوَارِدَة فِي مُحكم الْآيَات وصحيح الرِّوَايَات

الْأَمر الثَّالِث نصر الله تَعَالَى لحماة الاسلام الْمُجَاهدين وإنجازه مَا وعدهم بِهِ فِي كِتَابه الْمُبين من نَصره للْمُؤْمِنين وعَلى لِسَان رَسُوله الصَّادِق الْأمين من حفظه لهَذَا الدّين على كَثْرَة الْكَافرين والمفسدين والملاحدة والمتمردين وَلَو نذْكر الْقَلِيل من ذَلِك لطال وَقد اشْتَمَلت عَلَيْهِ تواريخ الاسلام وتواريخ الرِّجَال فَالْحَمْد لله رب الْعَالمين

وَأما مَا يخْتَص بنبينا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْآيَات الباهرة والدلالات الْوَاضِحَة فَأكْثر من أَن يحصر وَأشهر من أَن يذكر وَقد صنفت فِي ذَلِك مصنفات كَثِيرَة مِنْهَا كتاب الشِّفَاء للْقَاضِي عِيَاض الْمَالِكِي وَغَيره لَكِن تقصيها هُنَا مِمَّا لم تدع إِلَيْهِ الْحَاجة إِذْ لَا مُنَازع من أهل الاسلام فِي نبوته وَلَا شَاك وَلَا مشكك فِيهَا وَإِنَّمَا المُرَاد هُنَا ارشاد الْمُخْتَلِفين من أمته إِلَى أوضح الطّرق وأنصفها وأهداها إِلَى اتِّبَاع سنته والسلامة من مُخَالفَته وَلَكنَّا نتبرك ونتشرف بِذكر شَيْء يسير مِنْهَا على جِهَة الاشارة وَالرَّمْز إِلَى جمل من ذَلِك على حسب مَا يَلِيق بِهَذَا الْمُخْتَصر فَنَقُول كَمَا قَالَ وَاحِد من عُلَمَاء الاسلام

إِن معجزاته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قِسْمَانِ حسية وعقلية أما الحسية فَثَلَاثَة أَقسَام أَحدهَا أُمُور خَارِجَة عَن ذَاته وَثَانِيها أُمُور فِي ذَاته وَثَالِثهَا أُمُور فِي صِفَاته

أما الْقسم الأول وَهُوَ الاشياء الْخَارِجَة عَن ذَاته فَمثل انْشِقَاق الْقَمَر وَطَاعَة الشّجر فِي الْمَشْي إِلَيْهِ وَتَسْلِيم الْحجر وحنين الْجذع إِلَيْهِ ونبوع المَاء من بَين أَصَابِعه واشباع الْخلق الْكثير من الطَّعَام الْقَلِيل وشكاة النَّاقة وَشَهَادَة الشَّاة المشوية واظلال السَّحَاب قبل مبعثه وَمَا كَانَ من حَال أبي جهل وصخرته حِين أَرَادَ أَن يضْربهَا على رَأسه وَمَا كَانَ من شَاة أم معبد حِين مسح يَده الْمُبَارَكَة على ضرْعهَا وأمثال ذَلِك وَلَو ذكرت طرق ذَلِك وَأَسَانِيده لمنع عَن الْمَقْصُود بالاختصار وَأخرج عَنهُ إِلَى التآليف الْكِبَار

<<  <   >  >>