للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وتعرض إليه رجل فقال: من أنت؟ فقال: أنا الذي أحسن إلي الأمير عام كذا وكذا. فقال: مرحباً بمن توسل غلينا بنا وشكر إحساننا. وقضى حوائجه.

وكان يقول: من أدمن شم النرجس في الشتاء أمن البرسام في الصيف.

وكان يقول: من طعام الملوك المح والمخ، والحمل الذي رضع شهرين ورعى شهرين، والدجاج الكسكري المسمن بلباب البر، وفرخ الحمام البيتي. ومن الحلاوات اللوزينج بالطبرزد، وماء الورد المبخر بالند. ومن الفواكه قصب السكر والرطب الأزاد والتين الوزيري والعنب الرزاقي والتفاح الشامي، ومن الرياحين الورد. ومن المسك الأذفر والبنفسج المعنبر، والنرجس المورد، والشاهسفرم المكوفر.

أحمد بن يوسف كان يقول: نهار الكاتب العاقل لعلمه، وليه لطربه. ودعا صديقاً له فكتب إليه: يوم الالتقاء قصير فأعن عليه بالبكور.

وطلب المأمون السكين، فناوله إياها وحدها مما يليه، فعلم أنه أخطأ فقال: في نحر أعدائك يا أمير المؤمنين.

الفضل بن مروان، من لطيف كلامه: الشرب في ليالي الجمع من المروءة!.

المعلى بن أيوب أهدى إلى المعتز بالله في نيروزه مرآة خسروانية في نهاية الحسن فقال: أهديتها ليذكرني بها إذا رأى حسن وجهه فيها.

محمد بن عبد الملك الزيات كتب إلى عبد الله بن طاهر: قطعت كتبي عنك قطع إجلال لا قطع إخلال.

أحمد بن أبي دؤاد كان يقول: الخبز ليومه والطبيخ لساعته والنبيذ لسنته.

محمد بن الفضل الجرجاني عاتبه المتوكل على اشتغاله بالملاهي والقيان عن أعمال السلطان فقال: يا أمير المؤمنين، إني ربما أستعين على الجد بالهزل، وبالباطل على الحق لأن مقاساة المشرق والمغرب لا تتهيأ ولا تتمكن إلا باستجلاب شيء من السرور. فقال: صدقت يا محمد!.

العباس بن عبد الله بن الحسين العلوي وصف ثقيلاً فقال: والله ما الحمام على الإصرار، والدين على الإعسار، والصوم في الأسفار، بأثقال من فلان.

عيسى بن فرخان شاه، من ظريف كلامه وتشبيهه: القلم الرديء كالولد العاق. وكان يقول: إني لأشكر لحظه وأشكو لفظه.

أحمد بن إسرائيل كان يقول: أربعة من تعودهم لا يصبر عنهم: السمع والند والحيس والثلج، وأربعة لا يقيمها إلا رجل حاذق: عمل السلطان واتخاذ القيان ومواصلة الدعوات.

أحمد بن صالح بن سيروان وصف جارية كاتبة فقال: كأن خطها أشكال صورتها، وكأن مدادها سواد شعرها، وكأن قرطاسها أديم وجهها، وكأن قلمها بعض أناملها، وكأن بنانها سحر مقلتها، وكأن سكينها غنج لحظها، وكأنه قلب عاشقها.

سليمان بن وهب من ظريف كلامه: ظرف الصداقة أملح من ظرف الصيانة، والنفس بالصديق آنس منها بالعشيق.

وكان يقول: إني أغار على أصدقائي كما أغار على حرمي. قال: الشاعر طويل:

وكن عالماً أني أغار على أخي ... وخلي كما أني أغار على أهلي

ونظر يوماً في المرآة فرأى شيباً كثيراً في وجهه فقال: عيب لا عدمناه!.

الحسن بن وهب سئل عن مبيته فقال: شربت على عقد الثريا ونطاق الجوزاء، فلما انتبه الصبح نمت، فلما أستيقظ إلا بلبسي قميص الشمس.

ونظر إلى رجل في مجلسه يعبس في كأسه فقال له: ما أنصفتها! تضحك في وجهك وأنت تعبس في وجهها.

ووصف مغنياً فقال: كأنه خلق من كل قلب فهو يغني كلاًّ بما يشتهيه.

ومدح محمد بن عبد الملك الزيات فقال: خلق كما تشتهي إخوانه ودعاه محمد إلى الديوان فكتب إليه: لباس بهي وطعام شهي وشراب هني، فكيف أتحول من حال السعيد إلى حال الشقي؟ سعيد بن أحمد كتب إلى محمد بن مكرم يدعوه إلى مجلس أنسه: طلعت الكواكب وهي تنتظر بدرها، فرأيك في الطلوع قبل غروبها، فالأمر بمعنى من قال، شعر طويل:

كأنا نجوم في السماء مضيئةٌ ... ولا بد من بدر فهل أنت طالع

عبيد الله بن سليمان بن هب وقع في كتاب يستنجز أباه وعداً: الشرط أملك، والوعد كأخذ باليد، والوفاء من سجايا الكرام.

القاسم بن عبيد الله كان يقول: عقل الكاتب في قلمه، والكلام الحسن من مصايد القلوب.

وعزم يوماً على ترك الركوب فقال لندمائه: تعالوا بنا نسرق هذا اليوم من السلطان كما نسرق ماله.

أبو العباس بن الفرات كتب إلى وزير الوقت: إن رأيت أن تكرمني بأمرك ونهيك فأما سلامتك فهي أجل من أن تخفى على أحد.

<<  <   >  >>