وَينظر الْعدَد بِالنِّسْبَةِ إِلَى هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّة وَتلك الْغَايَة فيتنزل بعض الروَاة من الطَّرِيق الَّتِي توصلنا إِلَى المصنفين منزلَة بعض الروَاة من الطَّرِيق الَّتِي لَيست من جهتهم لَو أردنَا تَخْرِيج الحَدِيث من جهتهم فَيحصل بذلك علو
مِثَاله أَن يكون بَيْننَا وَبَين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تِسْعَة أنفس وَيكون أحد هَؤُلَاءِ المصنفين بَينه وَبَين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَبْعَة مثلا فيتنزل هَذَا المُصَنّف بِمَنْزِلَة شيخ شَيخنَا فَإِن اتّفق أَن يتنزل منزلَة شَيخنَا وكأنا سمعنَا ذَلِك الحَدِيث من ذَلِك المُصَنّف سموهُ مصافحة
كَمَا إِذا روى شيخ من شُيُوخنَا حَدِيثا عَن شيخ قديم الْوَفَاة كالحافظ أبي الْحسن الْمَقْدِسِي عَن السلَفِي وروينا نَحن ذَلِك الحَدِيث عَن من تَأَخَّرت وَفَاته كَابْن بنت السلَفِي فَإِن الْمَقْدِسِي توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَتُوفِّي السبط سنة إِحْدَى وَخمسين فالعدد بِالنِّسْبَةِ إِلَى السلَفِي وَاحِد إِلَّا أَن الأول أقدم فَهَذَا يعدونه علوا ويثبتون لَهُ مزية فِي الرِّوَايَة
وَمن النَّاس من يعد الْعُلُوّ الإتقان والضبط وَإِن كَانَ نازلا فِي الْعدَد وَهَذَا علو معنوي وَالْأول صوري ورعاية الثَّانِي إِذا تَعَارضا أولى وَالله أعلم