للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنه سيخرج في أمتي أقوامٌ تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكَلَبُ (١) بصاحبه، لايبقى منه عرق ولا مفصل إلادخله" (٢).

وفي هذا تشبَّيه من النبي - صلى الله عليه وسلم - لحال الزائغين من أهل البدع في استيلاء تلك الأهواء عليهم، وذهابها في كلِّ وادٍ مُرْدي، وفي سريان تلك الضلالة منهم إلى الغير يدعونهم إليها، ثم تنفرهم من العلم، وامتناعهم من قبوله حتى يهلكوا جهلًا -بحال صاحب الكَلَب، وسريان تلك العلَّة في عروقه ومفاصله، وحصول شبه الجنون منه ثم تعديه إلى الغير- بعقره إياه، وتنفره من الماء، وامتناعه عنه حتى يهلك عطشًا (٣).

وقال - صلى الله عليه وسلم - لحذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: «تلزمُ جمَاعةَ المسلمين وإمامَهم» (٤).


(١) داءٌ يعرض للإنسان من عضِّ الكَلْبِ الكَلِب، فيصيبه شبه الجنون، فلا يعض أحدًا إلا كُلب وتعرض له أعراض رديئة ويمتنع من شراب الماء حتى يموت عطشًا. ينظر: النهاية ابن الأثير، ٤/ ١٩٥.
(٢) رواه أحمد ٤/ ١٠٢، وأبو داود، ٥/ ٥ - ٦، والحديث صحيح بشواهده صححه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي، ينظر: المستدرك مع التلخيص ١/ ١٢٨، وقال الألباني في ظلال الجنة في تخريج السُّنَّة: "حديثٌ صحيحٌ بما قبله وما بعده" انظر: السُّنَّة، لابن أبي عاصم مع ظلال الجنة.
(٣) ينظر: شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، باب الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة ٢/ ٦٤١.
(٤) أخرجه البخاري، كتاب المناقب، باب علامات النُّبوَّة في الإسلام ٢/ ٥٢٩ - ٥٣٠.

<<  <   >  >>