للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (١)، ويقول الصحابي الداعية معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "العلم إمام العمل والعمل تابعه" (٢)، ويقول شيخ الإسلام في ذلك: "وهذا ظاهر؛ فإن القصد والعمل إن لم يكن بعلم كان جهلاً وضلالاً واتباعاً للهوى، وهذا هو الفرق بين أهل الجاهلية والإسلام، فلا بد من العلم بالمعروف والمنكر والتمييز بينهما، ولابد من العلم بحال المأمور والمنهي" (٣).

[الضابط السادس: الرفق والتيسير في الدعوة]

إن الرفق والتيسير في الدين الإسلامي بشكل عام، وفي الدعوة إلى الله بشكل خاص، هو مطلب شرعي يدخل في جميع الأمور والأعمال التي يمارسها الداعي، قال - صلى الله عليه وسلم -: (يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ((٤)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه ((٥)، فلابد للمسلم أن يكون رفيقاً في أموره كلها؛ لأن هذه الصفة من الصفات المحببة لله - سبحانه وتعالى - ولعباده، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه ((٦)، وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث أحداً من أصحابه في


(١) سورة المجادلة، الآية: ١١.
(٢) الاستقامة، ابن تيمية، ص ٤٦٤.
(٣) مجموع الفتاوى، ابن تيمية، كتب الفقه، الجهاد، الحسبة، ٢٨/ ١٣١.
(٤) صحيح البخاري، كتاب اشتباه المرتدين والعائدين وقتالهم، باب إذا عرض الذمي وغيره بسب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يصرح نحو قوله: السام عليكم، رقم ٦٩٢٧، ص ١١٩٣.
(٥) صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والأدب، باب فضل الرفق، رقم ٦٦٠٢، ص ١١٣٣.
(٦) المرجع السابق، رقم ٦٦٠١، ص ١١٣٣.

<<  <   >  >>