للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الضابط الثاني: سلامة المنهج]

إن سلامة المنهج من الضوابط المهمة في مجال الدعوة بشكل عام؛ لذا يجب أن تكون جميع عناصر هذه الدعوة على الطريقة الصحيحة الشرعية والتي لا يشوبها شائب، ولا يدخل عليها عنصر فاسد؛ لأن ذلك قد يفسد العمل الدعوي بالكامل.

وكان صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم منهج سليم في الدعوة، وكان هذا سبباً في نجاح هذه الدعوة، ولم يؤثر واقع حياتهم في ذلك الوقت في منهجهم أو جعلهم يتنازلون عنه، فقد تمثلوا بأمر الله سبحانه وحذوا حذو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دعوته، فلم يخرجوا عن قوله تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (١). ويوضح الله بصيرة دعوة من اتبع الرسول في قوله: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (٢)؛ فكان منهجهم - رضي الله عنهم - هو منهج النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن سلامة المنهج لديهم ما ذكر من قصة دعوة ضمام بن ثعلبة قومه، فكان أول ما نطق به الخروج من الشرك والبراءة من الأصنام، وذلك عندما قال لهم: "بئست اللات والعزى"، ثم أردف يشرح لهم ما هو الدين، فبدأ بذكر مبعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - ونزول القرآن ثم إسلامه وأخيراً قال لهم: "جئتكم من عنده بما أمركم به وما نهاكم عنه"، فكان منهجه - رضي الله عنه - صافياً لم تشبه شائبة ولم يدخله أي أمر منكر، بل كانت دعوته مستمدة من تعاليم الرسول - صلى الله عليه وسلم -.


(١) سورة البقرة، الآية: ٣٨.
(٢) سورة يوسف، الآية: ١٠٨.

<<  <   >  >>