للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (١)، وعلمهم أيضاً بأمر الله - سبحانه وتعالى - لنبيه - صلى الله عليه وسلم - بالعلم، قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (٢).

فهذا مصعب بن عمير - رضي الله عنه - تعلم القرآن وأصبح معلماً له حتى سمي بمقرئ المدينة عندما أرسله الرسول - صلى الله عليه وسلم - إليها، فكان له القبول عندهم، فأذعنوا له واقتنعوا بما جاء به فأسلموا، فكان تكليفه بالدعوة بناءً على علمه بالقرآن. وكم من الصحابة اكتسب العلم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبلَّغ ما علمه إلى قومه، كضمام بن ثعلبة وعروة بن مسعود والحارث بن ضرار الخزاعي - رضي الله عنهم -.

ثانياً: الذهاب إلى المدعوين وقصدهم بالدعوة:

إن من واجبات الداعي أن يذهب إلى المدعو في مكانه ولا ينتظره حتى يأتيه، ففي ذلك إزالة لكثير من الحواجز بين الداعي والمدعو؛ حيث إن المتعارف عليه أن من لديه دعوة أياً كانت يذهب إلى من يرغب في إيصالها إليه، وقد ذهب الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين في مجالسهم ونواديهم ومنازلهم، بل إنه خرج من مكة إلى الطائف ليدعوهم، كما ذهب إلى القبائل في الحج والمواسم وعرض عليهم دعوته.

وقد ذهب الصحابة إلى المدعوين في أماكنهم في حوادث عدة، سواء في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو بعد وفاته، كذهاب علي بن أبي طالب وأبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل - رضي الله عنهم - إلى اليمن، وذهاب مصعب إلى المدينة، والعلاء


(١) سورة الزمر، الآية: ٩.
(٢) سورة طه، الآية: ١١٤.

<<  <   >  >>