للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: واجبات المدعو من المشركين]

كما أن للمدعو حقوقاً فإن عليه واجبات أيضاً، إلا أن المدعو من المشركين تختلف واجباته عن المدعو بشكل عام؛ لأن المشرك بمجرد استجابته للدعوة وقبوله لها فإنه يخرج من إطار الشرك، أما المدعو بشكل عام فهو باقٍ على كونه مدعواً في جميع الأحوال سواء قبل الإسلام أو بعده، إذن الواجبات التي تنطبق على المدعو من المشركين قد تنطبق على المدعوين بشكل عام، ولكن ليس كل واجبات المدعوين تنطبق على واجبات المدعوين من المشركين، فالمدعوون المشركون جزء من كل، ومن واجبات المدعو من المشركين ما يأتي:

أولاً: الاستماع للداعية:

إن الاستماع للمتحدث من الآداب المطلوبة من كل شخص يوجه إليه حديث ما، بغض النظر عن نوع الحديث -إلا فيما يغضب الله - سبحانه وتعالى -، وذلك في الحديث عن الأمور العامة فكيف بأمور الدعوة إلى الإسلام، وإذا لم يستمع المتلقي للداعية فهذا يعني أنه لن يعلم ماذا يقال له ولم يفكر من البداية في فهم ما يقال له. وهذا من إساءة الأدب وقلة الاحترام للمتحدث، فوجوب الاستماع وجوب أدبي أخلاقي ينطلق من تربية المدعو وبيئته التي اعتاد عليها، وقد كان العرب في السابق يحترمون المتحدث ويلقون له البال حتى يستطيعوا فهم مقالته والرد عليه، ومن الأدلة على ذلك قصة عتبة بن ربيعة مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما قال له: يا ابن أخي، إنك منا حيث علمت من السطة في العشيرة والمكان في

<<  <   >  >>