للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢ - إعداد الداعي بمعرفته لدينه]

أولى الرسول - صلى الله عليه وسلم - تثقيف الصحابة - رضي الله عنهم - بأمور دينهم اهتماماً كبيراً؛ مما كان له الأثر في إعدادهم كدعاة إلى هذا الدين، فمنذ بداية البعثة والرسول - صلى الله عليه وسلم - يعلم أصحابه واحداً تلو الآخر بحسب دخولهم الإسلام، فكان أول من علمه الصلاة والوضوء هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها -، ومن ثم علي بن أبي طالب وزيد بن حارثة - رضي الله عنهم - وذلك حسب ما ذكره ابن هشام (١).

فكل علم من أمور الدين يتعلمه الصحابة يكون رصيداً لهم في الدعوة، كما أنهم في فترة الدعوة السرية كانوا إذا عرف أحدهم معلومة من أمر دينهم ذهب إلى الآخرين ليخبرهم بها، ويتدارسونها، كما حصل من سعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب وخباب بن الأرت - رضي الله عنهم -، عندما كانوا يتدارسون القرآن في قصة إسلام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -. بالإضافة إلى حرصهم - رضي الله عنهم - على الحضور إلى دار الأرقم للاجتماع بالرسول - صلى الله عليه وسلم - والأخذ منه منذ بداية الدعوة الإسلامية. وكان إذا أسلم أحد ممن هم من غير أهل مكة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحرص على أن يعلمه ويثقفه في أمور دينه، حتى يدعو من خلفه من قومه، كما حصل من الطفيل بن عمرو الدوسي عندما عرض عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمور الإسلام وعلمه إياها وتلا عليه القرآن ثم أرسله داعياً إلى قومه دوس ليدعوهم. ومن إعداده - صلى الله عليه وسلم - لصحابته - رضي الله عنهم - بعد قيام دولة الإسلام في المدينة جعل المسجد مقراً لتلقي التعليم، وتزويد الدعاة بالعلم الخاص بأمور


(١) انظر: السيرة النبوية، ابن هشام، ١/ ٢٣٤ - ٢٣٨.

<<  <   >  >>