للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن الملأ لهم الأثر الكبير في الدعوة سواء في محاربتها أو في مساندتها؛ لذلك كان الحرص عليهم لدعوتهم هو حرصاً على الدعوة، ودعماً لها، بدخولهم إلى الإسلام، كما أن عدم الحرص هو تهاون في الدعوة وإقواء لشوكة أعدائها.

وهذا ليس في أمر الدعوة فقط، بل في أغلب أمور الحياة، فمتى ما وجد الملأ، وجد الناس، وكثر مؤيدوهم وأنصارهم، ومتى ما غابوا غاب الأنصار، وضعف التأييد؛ لذلك حرص الصحابة على كسب هذه الفئة من الناس إلى جانبهم؛ لأن في ذلك كسباً للدعوة ونصرة لها، وقد بيَّن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الملأ فيهم عز للإسلام، وذلك في حديث ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم أعزَّ الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب" (١).

فمما نستفيد من منهج الصحابة تجاه هؤلاء القوم هو كسبهم وزيادة نصرة الإسلام بهم، أو تحييدهم وجعلهم غير معادين للإسلام وللدعوة، حتى يكون هناك مجال لدعوة غيرهم دون أي إعاقة.

[الفائدة السابعة: أن استجابة العامة أسرع من الملأ مع كثرة عددهم]

إن أكثر من استجاب للدعوة في أول قيامها والدخول فيها هم العامة، فكانوا هم المستضعفين والفقراء، وقد كان لمجهود الصحابة - رضي الله عنهم - دور كبير في ذلك، فقد علموا أن هؤلاء أقرب للاستجابة من الملأ وأسرع بالتأثر؛ لقلة وجود


(١) جامع الترمذي، أبواب المناقب، باب في مناقب أبي حفص عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، رقم ٣٦٨٣، ص ٨٣٨. حديث حسن صحيح غريب (الألباني، المشكاة، رقم ٦٠٤٥، ٣/ ١٧٠٤).

<<  <   >  >>