منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

رابعا: الجهاد - خصائص الجهاد في دعوة الصحابة - رضي الله عنهم -. - ص: 254

بن جحش - رضي الله عنه - إلى نخله (١) (٢)، وقد جاهد صرد بن عبدالله الأزدي - رضي الله عنه - ما يليه من القبائل من أهل الشرك فقاتل أهل جرش (٣) حتى أسلموا (٤).

وبعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استمر الصحابة - رضي الله عنهم - بالجهاد في نشر الإسلام ومجاهدة من ارتد حتى يفيئوا إلى أمر الله، فسير أبو بكر الصديق الجيوش إلى العراق والشام وإلى القبائل في جزيرة العرب، ومن بعده الخلفاء الراشدون جميعاً، ومَن بعدهم، وكان الصحابة - رضي الله عنهم - في طليعة تلك الجيوش المجاهدة، وكل ذلك لنقل الإسلام وإيصاله إلى العالم بهذه الوسيلة، وتبليغ الرسالة التي أمرهم الله بها، واقتداءً بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

[خصائص الجهاد في دعوة الصحابة - رضي الله عنهم -.]

١ - فيه تقديم للآخرة على الدنيا.

٢ - بيان أن أهمية نشر الإسلام مقدمة على النفس والمال.

٣ - فيه إظهار عزة الإسلام وقوته.

٤ - فيه بيان للمدعوين أن الآخرة هي الباقية.

٥ - هو سبب لحث تفكير المدعو بالقوة.

---

(١) نخلة: وادٍ في الحجاز بينه وبين مكة مسيرة ليلتين، وتسمى النخلة اليمانية، وهي كثيرة النخل، وأسفلها بستان ابن عامر. (انظر: معجم البلدان، الحموي، ٥/ ٢٧٨).
(٢) انظر: السيرة النبوية، ابن هشام، ١/ ٥٣٣.
(٣) جرش: من مخاليف اليمن من جهة مكة. (انظر: معجم البلدان، الحموي، ٢/ ١٢٦).
(٤) انظر: سيرة ابن هشام، ١/ ٤٩٥ - ٤٩٦.