للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأطعمة والأشربة موجودة في القرآن والسنة، وليس مجالنا هنا ذكر ما حرم من الطعام، إنما ذكر دعوة الصحابة إلى تحريم ما حرم الله سبحانه من المأكل والمشرب.

فهذا أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -، يأتي قومه يعرض عليهم الإسلام، فجاؤوا بقصعتهم فوضعوها واجتمعوا حولها وأكلوا ودعوا أبا أمامة - رضي الله عنه - فقال لهم: إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم إلا ما ذكَّيتم، كما أنزل الله، قالوا: وما قال؟ قال أمامة: نزلت هذه الآية فقرأ عليهم: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} (١).

وقد بيَّن خالد بن الوليد - رضي الله عنه - أيضاً أن من الإسلام أكل ذبيحة المسلمين، وذلك في كتابه لأهل المدائن السابق ذكره.

ونجد هنا أن الصحابة - رضي الله عنهم - لم يتجاوزوا في دعوتهم الأكل والشرب إنما دعوا إلى ما أحل الله من الطعام وما حرم، وفي ذلك بيان لشريعة من شرائع الإسلام، قاموا بإبلاغها للناس ودعوتهم إلى اتباعها.

[٤ - دعوة الصحابة - رضي الله عنهم - إلى صلة الأرحام]

صلة الرحم من الأمور المهمة التي حث عليها الإسلام، حتى إن الله - سبحانه وتعالى - ربطها باسمه، ووصل من وصلها، وقطع من قطعها، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك


(١) انظر: المعجم الكبير، الطبراني، رقم ٨٠٧٤، ٦/ ٢١١١.

<<  <   >  >>