للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولأن المقصد من استخدام هذه الوسائل هو تبليغ الإسلام فإنه لابد من استخدام وسائل مباحة حتى توافق هذا المقصد، وقد اقتدى الصحابة بالرسول - صلى الله عليه وسلم - في توظيف الوسائل المباحة والمتاحة في وقته، وكان إسهامهم في ذلك بيِّناً وجلياً واضحاً، فكانوا حريصين كل الحرص على ما يرضي الله - سبحانه وتعالى - وعدم اتباع خطوات الشيطان، ولو كان ذلك فيه نفع للدعوة في الظاهر، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (١).

ثانياً: الملاءمة:

الملاءمة: الموافقة، "وإذا اتفق الشيئان فقد التأما" (٢). فتوافق الوسائل وانسجامها مع أركان الدعوة يؤدي إلى نجاح الدعوة، وفيه فوائد كثيرة، منها:

١ - سهولة استخدام الداعي لها.

٢ - تقبل المدعو لها.

٣ - تبسيط عرض الدعوة.

وقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - يقومون باستخدام الوسيلة الملائمة؛ وذلك بتمييز كل مقام وما يناسبه من وسيلة، وهو ما كان سبباً في تعدد وسائل الصحابة في الدعوة وتنوعها بحسب الحال والمقام، وأيضاً إمكانيات الداعي ووضع المدعو،


(١) سورة النور، الآية: ٢١.
(٢) لسان العرب، ابن منظور، مادة: لأم، ١٢/ ٥٣١.

<<  <   >  >>