للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال لهم: فأجيبوا هذا النبي المرسل من بني لؤي بن غالب تنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة. فذكر لهم نسب الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن العرب تهمها الأنساب. وفي وصف العلاء بن الحضرمي الرسول - صلى الله عليه وسلم - للمنذر بن ساوى كان في وصفه تعريف به ودعوة بصفاته - صلى الله عليه وسلم - فقال العلاء: هل ينبغي لمن لا يكذب أن لا تصدقه، ولمن لا يخون أن لا تأمنه، ولمن لا يخلف أن لا تثق به، فإن كان هذا هكذا فهو هذا النبي الأمي (١).

فهنا نجد أن الصحابة - رضي الله عنهم - قد أُعِدُّوا إعداداً جيداً بمعرفة نبيهم ونقل هذه المعرفة إلى الناس.

ثانياً: لماذا يدعو الداعي؟

لكل شيء سبب، ولكل عمل هدف، وما يقوم الداعية بعمله ويتحمل المشاق فيه إلا للوصول إلى هدف محدد يجيب على التساؤل السابق وهو: (لماذا يدعو الداعي؟) ولكي يُعَدَّ الداعي إعداداً صحيحاً يجب أن يعرف هذه الإجابة ويزود بها حتى لا يكون مجهوده بلا فائدة، بل قد يكون بلا أجر من الله؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إنما الأعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى ((٢)، فبدون هدف لا يكون هناك نية واضحة، وبذلك لا يكون العمل لله، كمن يحج بدون نية الحج، أو يصوم بدون نية الصيام. ولهذا فَطِنَ الدعاة من الصحابة أن يعرفوا لماذا هم يدعون الناس إلى الإسلام؟ وما الأسباب لذلك؟ فما كان من معلمهم


(١) انظر: الروض الأنف، السهيلي، ٧/ ٥١٩ - ٥٢٠.
(٢) صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمال بالنية" وأنه مدخل لغيره من الأعمال، رقم ٤٩٢٧، ص ٨٥٣.

<<  <   >  >>