غير صحيح، وذلك أنها لم تصبه بشيء وهو يسبها، فكان ذلك مرئياً من جميع قومه دون استثناء مما جعلهم يسلمون من يومهم ذلك.
ثانياً: ربط إحساس المدعو بالواقع في البيئة المحيطة:
إن من أهم الأمور الدعوية هو إعادة تنبيه المدعو إلى واقع الحال من خلال البيئة المحيطة به، سواء القريبة المشاهدة أو المنقولة له بالأخبار الموثوقة؛ لأن البشر أحياناً يكونون غافلين عما حولهم، ويحتاجون من يذكرهم وينبههم من غفلتهم حتى يستطيعوا أن يحسوا بما هو حولهم وما هو واقع في البيئة المحيطة بهم أو البعيدة عنهم من أحداث، وما هي مقبلة عليه الأمور.
فهذا الأسلوب الحسي وهو ربط الواقع بالحس من الأساليب التي تجعل المدعو يعيد حساباته ويغير اقتناعاته بناءً على المعطيات التي تعرض عليه من قبل الداعي، فيجب على الداعي أن يعرف ما الأمور والأحداث المحيطة به، التي لها تأثير على المدعو حتى يستطيع أن يسخِّرها لدعوته ويستخدمها في جلب إحساس المدعو للتواصل معها وتمييزها.
وللصحابة - رضي الله عنهم - مواقف عدة في استخدام هذا الأسلوب سوف نتطرق إلى بعض منها:
أ) عندما قدم العلاء بن الحضرمي - رضي الله عنه - على المنذر بن ساوى في البحرين كان من نقاشه معه ودعوته له قوله: "إن هذه المجوسية شر دين ليس فيها