للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالملأ بمكانتهم ومنزلتهم من أقوامهم وإمكاناتهم المادية والسلطة التي لديهم إذا استثمرت في صالح الدعوة كان لها الأثر الكبير، ومهدت كثيراً من الطرق، وكانت حامية للدعوة داعمة لها، تذلل لها الصعاب، وتفتح لها الأبواب، فكما أن للملأ جانباً في الصد عن سبيل الله فلهم جانب نصرة وتمكين في سبيل الله والدعوة إلى الإسلام.

[٢ - دوافع عداوة الملأ للدعاة من الصحابة - رضي الله عنهم -]

لكل فعل مسبب ودوافع، وعداوة الملأ من المشركين للإسلام بشكل عام وللدعوة بشكل خاص لها ما يسببها ويجعلها الشغل الشاغل لهذه الفئة من المشركين، وإن كان هناك دوافع خاصة بكل شخص إلا أن الدوافع العامة والتي قد يشترك فيها الغالبية من ملأ المشركين هي معدودة ومحدودة، وهي ما سوف نتكلم عنه في الفقرات الآتية:

[أ) الكبر والتعالي على الحق]

الكبر من أكبر موانع الدعوة، وهو كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (الكبر بطر الحق وغمط الناس ((١)، وقد عرف الجاحظ الكبر بأنه: "استعظام الإنسان نفسه واستحسان ما فيه من الفضائل، والاستهانة بالناس واستصغارهم، والترفع على ما يجب التواضع له" (٢)، وقال ابن قدامة - رحمه الله -: "إن الكبر خلق باطن تصدر عنه أعمال هي ثمرته، فيظهر على الجوارح، وذلك الخلق هو رؤية النفس على المتكبر عليه، يعني يرى


(١) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه، رقم ٢٦٥، ص ٥٤.
(٢) تهذيب الأخلاق، الجاحظ، ص ٣٢.

<<  <   >  >>