هو شرط أساس من شروط جميع العبادات، كالصلاة والزكاة والصيام والحج، ولأن الدعوة هي نوع من أنواع العبادات، فالتكليف مطلب أساس، والتكليف هنا المقصود به العقل والبلوغ، فيسقط التكليف عن المجنون لعدم وجود العقل، ويسقط عن الصغير؛ لأنه لم يصل إلى حد البلوغ، وإن كانت تصح منه الدعوة إلا أنها لا تجب عليه، ولا يكلف بها.
[جـ) الشرط الثالث: السعي إلى التبليغ والتعريف بالإسلام]
إن التبليغ والتعريف بالإسلام يُعد المرحلة الأولى من مراحل الدعوة العملية، وذلك بعرض الإسلام وشرحه للمدعو، وإيضاح جوانبه وما يحتويه من فضائل وكله فضائل، فالداعية المتخصص يجب أن يكون دوره تبليغ الإسلام والوصول إلى الناس لتبليغهم، وألا ينتظر منهم أن يأتوه، وإلا لأصبح مثله مثل أي مسلم داعية غير متخصص، والتبليغ يكون بالوسائل المتوافرة وتوظيفها، وتختلف الوسائل باختلاف الأزمان والأحوال، فمثلاً ما كان في السابق عن طريق الرسائل المكتوبة المرسلة عبر البريد، أصبح الآن عبر وسائل الاتصال الحديثة كمواقع التواصل الاجتماعي، وهكذا.
[د) الشرط الرابع: حث المدعوين على تطبيق الإسلام وممارسته]
بعد التبليغ والتعريف بالإسلام تأتي مرحلة الحث على تطبيق الإسلام وممارسته من قِبل المدعوين، وتعليمهم الإسلام، كما فعل مصعب بن عمير - رضي الله عنه -