للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"هي في الجنة" (١). وفي هذا بيان أن العبادة لم تنفع صاحبها مع سوء الخلق.

[الفائدة الرابعة: أن أبلغ ما يدعى به إلى موضوعات الدعوة هو كلام الله (القرآن الكريم)]

لقد اتضح لنا في كثير من مواقف دعوة الصحابة مدى فاعلية قراءة القرآن على المشركين وتأثرهم به، كيف لا وهو كلام الله - سبحانه وتعالى - الذي أنزله على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وقد قرأه - صلى الله عليه وسلم - على المشركين فأثَّر فيهم؛ فمنهم من أسلم، ومنهم من استكبر، وهو موقن بما سمعه من القرآن، كما فعل فرعون وقومه مع موسى في قوله تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} (٢).

وقد قرأ الصحابة القرآن على المشركين كما فعل مصعب مع سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير، وما قرأه عمر بن الخطاب من الصحيفة عند أخته فاطمة - رضي الله عنهم -، وما تضمنه كتاب أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - للمرتدين من آيات من القرآن الكريم لتوضيح الدين لهم، ولتدعوهم للعودة إلى الإسلام، فكان لذلك كله تأثير قوي بليغ أوصل رسالة الإسلام إلى الناس بكلمات قليلة، لو بقي الدعاة دهراً لما بلغوا مبلغها في القلوب، فعلى الدعاة أن يتخذوا من قراءة القرآن دعوة لهم وبلاغاً إلى المدعوين.


(١) صحيح ابن حبان، المجلد الخامس، الجزء السابع، باب الغيبة، ذكر الأخبار عما يجب على المرء من ترك الوقيعة في المسلمين وإن كان تشميره في الطاعات كثيراً، رقم ٥٧٧٣، ص ٣٧٧. حديث صحيح (الألباني، التعليقات الحسان، رقم ٥٧٣٤، ٨/ ٢٥١).
(٢) سورة النمل، الآية: ١٤.

<<  <   >  >>