فوصف له أن بغضه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألجأه إلى العيش في نجران عيشة لؤم ومهانة وكسافة، وأن ما كان يحارب به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من سلاح أصبح ضعيفاً رديئاً، وأنه سوف يعيش حياة سوء وعذاب مستمرين في الدنيا، فعندما جاء ابنَ الزبعرى شعرُ حسان أحس بما حوله وخرج من نجران وعاد إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأسلم.
د) استخدم العباس بن عبدالمطلب أسلوب الإحساس بالواقع وذلك في دعوته لأبي سفيان بن حرب - رضي الله عنهما -، فعندما قال له العباس:"ويحك يا أبا سفيان! هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس، واصباح قريش والله"، فكأن العباس يقول لأبي سفيان: انظر إلى الواقع وما سوف يصيبكم في مكة ولا تكابر، فإن هذه الجيوش ما أتت إلا لتدخل مكة، فأسلموا أو استسلموا وارضوا بحكم الإسلام؛ لأن واقع الحال لا يقبل غير ذلك، فكان ذلك فأسلم أبو سفيان واستأمن لأهل مكة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما ذلك إلا بفضل الله ثم بفضل الأسلوب الذي استخدمه العباس - رضي الله عنه -.
ثالثاً: أسلوب القدوة والسيرة الحسنة:
إن حسن سيرة المؤمن واستقامته ومعاملته الحسنة يعكس أخلاق الدين الإسلامي أمام كل من يرى ذلك المؤمن، فيجذب إليه الأفئدة، وتجتمع عليه القلوب، فيكون ذلك مدعاة للتأثير في المدعوين والاقتداء بالداعي، فكان واجب كل داعٍ أن يعلم أنه لن يستطيع التأثير في المدعوين إن لم يكن هو نفسه قد تأثَّر بالإسلام، ومن ثَمَّ قد يكون سبباً في نجاح الدعوة أو في فشلها.