ومما له الأثر على تغير الوسائل والأساليب أيضاً المدعوون وأصنافهم والبلاد واختلافها، وكذلك حال الداعي ووضعه، وكل ذلك اتضح لنا من دعوة الصحابة - رضي الله عنهم -، فقد كانت دعوتهم لأقوامهم تختلف عن دعوتهم لغيرهم، ودعوتهم في الضعف تختلف عن دعوتهم في القوة، ودعوتهم مع العرب تختلف عن دعوتهم مع غير العرب، والوثني غير المجوسي، فباختلاف المؤثرات تختلف الوسائل والأساليب، وذلك طبيعي بل مطلوب في الدعوة حتى تواكب المدعوين ويكون لها تأثير فيهم، فلا يعقل أن ندعو من هم في الأدغال وليس لديهم أي نوع من أنواع التقنية بوسائل التواصل الاجتماعي مثلاً، وأيضاً دعوة من هم في الدول الغربية يختلفون عمن هم في الدول الإفريقية من حيث الوسائل والأساليب ... وهكذا.
[الفائدة السادسة: إمكانية استخدام أكثر من وسيلة أو أسلوب للدعوة في وقت واحد]
قد تكمل الوسائل أو الأساليب بعضها في دعوة شخص واحد، وذلك يعتمد على مهارة وإمكانية الداعي، فيمكن استخدام أسلوبين أو أكثر من الأساليب العقلية في آن واحد، أو استخدام أسلوب عقلي وآخر حسي أو عاطفي، أو استخدام وسيلتين أو أكثر من الوسائل، فمثلاً وسيلة تعبيرية مع وسيلة أخلاقية أو وسيلة اجتماعية مع وسيلة كلامية.
فمثلاً في دعوة سعد بن معاذ - رضي الله عنه - لقومه هناك وسيلة اجتماعية وهي المكانة