للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأسلموا وبايعوه على الإسلام، فعندما قدر علي - رضي الله عنه - على من رموا أصحابه عفا عنهم ولم يطلبهم بل أكمل دعوته لهم للإسلام، وفيها بيان للعفو والصفح مما تسبب في إسلامهم. وفي قصة عروة بن مسعود - رضي الله عنه - عندما دعا قومه فأصابوه فعفا عمن أصابه ليصلح بين قومه، في هذه القصة مثال للعفو في دعوة الصحابة - رضي الله عنهم - وأرضاهم.

[٤ - البر وصلة الرحم في دعوة الصحابة - رضي الله عنهم -]

دعا الصحابة - رضي الله عنهم - إلى البر وصلة الرحم في مواقف عدة، ووصلوا أرحامهم مع أن الطرف الآخر قد قطعها؛ وذلك لعلمهم - رضي الله عنهم - بفضل صلة الرحم والقيام بها حتى مع من هم على غير الإسلام، قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (١٤) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} (١).

ومن فضل صلة الرحم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله" (٢)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة قاطع" (٣)، ومن هذا استمر الصحابة في صلة رحمهم وفي دعوتهم والاتصال بهم، والدعوة إلى صلة الرحم بينهم. فهذا مصعب بن عمير يزور أمه بعد عودته من المدينة،


(١) سورة لقمان، الآيتان: ١٤ - ١٥.
(٢) صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب صلة الرحم وتحريم قطعها، رقم ٦٥١٩، ص ١١٢١.
(٣) المرجع السابق، رقم ٦٥٢٠، ص ١١٢١.

<<  <   >  >>