للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله أن تكون ... ((١)، وفي ذلك بيان أن عهد خلفاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنهج الصحيح وهو من عهد الصحابة - رضي الله عنهم -.

رابعاً: احترام المدعوين وبيان أهميتهم:

حتى يتم قبول الدعوة يجب احترام المدعو وبيان أهمية دعوته بالنسبة للداعي، ففي ذلك كسر لحاجز الممانعة الذي ينشأ عن المخالفة في الدين بين الأفراد، كما أن القدوة في ذلك هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فكان يخاطب المشركين بألقابهم ويكتب للملوك باحترام مكانتهم في قومهم كقوله - صلى الله عليه وسلم - لهرقل: (عظيم الروم ((٢) عندما أرسل إليه يدعوه.

ومن الاحترام وبيان أهمية المدعو عدم استصغار أي شخص مهما كان حاله، فمن حقه أن يُدعَى، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو الصغير والكبير، والفقير والغني، والقوي والضعيف، والرجل والمرأة، فلم يهمل في الدعوة أحداً بسبب جنسه أو لونه أو مكانته أو حالته، فقد أورد ابن عساكر في تاريخ دمشق قصة إسلام بلال بن رباح - رضي الله عنه - وذلك عندما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - معتزلين في غار خارج مكة مر بهما بلال بن رباح وهو يرعى غنماً لسيده، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام وأسلم وكتم إسلامه (٣)، فلم يقلل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شأن ذلك المملوك الراعي، بل اهتم به وبلغه دعوته.


(١) المسند، أحمد بن حنبل، مسند الكوفيين، حديث النعمان بن بشير عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، رقم ١٨٥٩٦، ٦/ ٢٨٥. حديث حسن (الألباني، المشكاة، رقم ٥٣٧٨، ٣/ ١٤٧٨).
(٢) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ}، رقم ٤٥٥٣، ص ٧٧٥.
(٣) انظر: تاريخ دمشق، ابن عساكر، ١٠/ ٤٣٦.

<<  <   >  >>