للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهي مَن عاداه وعذبه، فيقول لها: يا أمَّه، إني لك ناصح وعليك شفيق فاشهدي أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. وهذا طليب بن عمير - رضي الله عنه - يحرص على إسلام أمه أروى بنت عبدالمطلب ويدعوها ويرغِّبها حتى أسلمت. كما أن في دعوتهم - رضي الله عنهم - أهلهم أيضاً تذكيراً بصلة الرحم، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - اتصف بها، فعندما لحقت أم حكيم بزوجها عكرمة لتؤمِّنه وتدعوه كان مما قالت له: "يا ابن عم، جئتك من عند أوصل الناس وأبر الناس وخير الناس"، فذكرت الوصل في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتبين أن نبي هذا الدين هو نبي صلة الرحم. وعندما دعا عمرو بن مرة الجهني - رضي الله عنه - قومه كان فيما قال: "إني رسول رسول الله إليكم أدعوكم إلى الإسلام وآمركم بحقن الدماء وصلة الأرحام". وكم من المواقف التي وصل الصحابة فيها رحمهم دعوة للإسلام، ودعوا إليها - رضي الله عنهم -.

[٥ - دعوة الصحابة - رضي الله عنهم - إلى المروءة]

"يقول الليث: المروءة: كمال الرجولة، وقيل للأحنف: ما المروءة؟ قال: العفة والحرفة" (١)، ويقول الفيومي: "إن المروءة هي آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات" (٢)، وبما أن المروءة هي ما ذكرنا تعريفه آنفاً فإن الصحابة - رضي الله عنهم - اتصفوا بها وتواصوا عليها وذلك اتباعاً للرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحث على كثير من أمور المروءة ومكارم الأخلاق، قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق ويبغض سفاسفها" (٣).


(١) تهذيب اللغة، الأزهري، كتاب الراء، أبواب الثلاث المعتل، باب الراء والميم، ١٥/ ٢٨٦ - ٢٨٧.
(٢) المصباح المنير، الفيومي، كتاب الميم، ص ٢٩٤.
(٣) المستدرك على الصحيحين، الحاكم، كتاب الأيمان، رقم ١٥١، ١/ ١٤٦. حديث صحيح (الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة، رقم ١٣٧٨، ٣/ ٣٦٦).

<<  <   >  >>