للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{قُلِ}، وفي ذلك تعليم لهم وإجابة لهم من الله فيما سألوه، وهذه الخاصية من الخصائص التي لا يمكن لأي منهج دعوي أن يشارك منهج دعوة الصحابة فيها حتى مَن هم بعدهم مباشرة.

[الخاصية الثانية: أن المنهج صادر من خير الخلق بعد الأنبياء - عليهم السلام -]

مما اختص به منهج الصحابة - رضي الله عنهم - أنه ارتبط بهم، ونبع منهم؛ فكان له من المميزات ما كان لهم - رضي الله عنهم - من فضل وخيرية؛ فكان منهجهم نابعاً من قوله - صلى الله عليه وسلم -: (النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون" (١)، ويقول النووي في شرح الحديث في قوله: "أتى أمتي ما يوعدون" معناه ظهور البدع والحوادث في الدين والفتن فيه (٢). وهذا معناه أن منهجهم - رضي الله عنهم - اختص بالأمان من ذلك كله، وذلك بفضلهم عمن سواهم، ففضلهم انعكس على فضل منهجهم، وخيريتهم جعلت منهجهم خير المناهج، وذلك أنهم من قرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي قال فيه: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ((٣).


(١) صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب بيان أن بقاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أمان لأصحابه، وبقاء أصحابه أمان للأمة، رقم ٦٤٦٦، ص ١١٠٩.
(٢) انظر: شرح صحيح مسلم، النووي، المجلد الثاني، الجزء السادس عشر، رقم ٥١، ص ٦٦.
(٣) صحيح البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن صحب النبي أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه، رقم ٣٦٥٠، ص ٦١٢.

<<  <   >  >>