للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معتمراً حتى إذا كان ببطن مكة لبَّى بصوت عال، فكان أول من دخل مكة يلبِّي، فأخذته قريش، فقالوا: لقد اخترت علينا! فلما قدموا ليضربوا عنقه قال قائل منهم: دعوه فإنكم تحتاجون إلى اليمامة بطعامكم، فخلوه، وقيل: إنه قال: لا يصل إليكم حبة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم خرج إلى اليمامة فمنعهم أن يحملوا إلى مكة شيئاً فكتبوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك وكتب إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - يخلي بينه وبينهم (١).

ومن اللجوء إلى العشيرة أيضاً اللجوء إلى جوار من هو قوي وله عصبة ومكانة، فقد دخل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - في جوار ابن الدغنة، فكان يصلي في مسجد له بناه عند باب داره، فكان يقرأ القرآن ويبكي فأصبح الصبيان والعبيد والنساء يقفون عليه ويستمعون له، وقد استمر ذلك حتى رد على ابن الدغنة جواره (٢).

فكان لقوة العشيرة والجوار دور في إيصال الدعوة، كإظهار عمر بن الخطاب إسلامه عند الكعبة، ومنع ثمامة بن أثال الطعام عن مكة، وإعلان أبي بكر - رضي الله عنه - الصلاة وقراءة القرآن، كل ذلك كان وسيلة إلى إيصال فكرة الدعوة الإسلامية إلى المشركين.

[خصائص قوة القبيلة وإمكانياتها في دعوة الصحابة - رضي الله عنهم -]

١ - فيها أمان للداعي من بطش المشركين.

٢ - وسيلة ضغط على المشركين للخضوع للإسلام.


(١) انظر: المرجع السابق، ٢/ ٥٣٧.
(٢) انظر: المرجع السابق، ١/ ٣٤٣ - ٣٤٥.

<<  <   >  >>