للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالوسائل العملية لدى الصحابة أكثر ما كانت تخاطب الجانب العقلي لدى المدعوين لما فيها من إثارة للتفكير بالواقع، إضافة إلى الجانب الحسي من التنبيه للواقع وما هو حاصل بالفعل.

وقد استعملت الوسائل العملية في الغالب في أماكن كان للإسلام فيها شوكة وقوة ولم يكن ضعيفاً فيها، وذلك من بعد الهجرة إلى المدينة.

ومن هذه الوسائل العملية ما يأتي:

أولاً: البعوث والرسل:

كان الأنبياء - عليهم السلام - هم أول البعوث والرسل التي تدعو إلى الله - سبحانه وتعالى -، فقد أرسلهم سبحانه إلى البشر لينذروا ويدعوا، قال تعالى: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} (١)، وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} (٢)، وقد أرسل سليمان - عليه السلام - الهدهد مبعوثاً إلى سبأ، وأرسل عيسى - عليه السلام - الحواريين إلى ملوك الأرض مبعوثين (٣). وأرسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - الرسل والبعوث إلى الملوك والرؤساء والقبائل ليدعوهم إلى الإسلام، وكانت عادة الملوك والرؤساء إرسال الرسل والبعوث لتبليغ مرادهم وإيصال أخبارهم،


(١) سورة الأنعام، الآية: ١٣٠.
(٢) سورة الأحزاب، الآية: ٤٥ - ٤٦.
(٣) انظر: فتوح مصر والمغرب، ابن عبدالحكم، ص ٦٦.

<<  <   >  >>