للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يدعو إلى الإسلام من وثق به ممن يغشاه ويجلس إليه (١). ومن المعلوم أن مثل هذه المجالس لا يدور فيها إلا الحوار كما حصل بينه وبين عثمان بن عفان وأيضاً ما حصل بينه وبين طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنهم - أجمعين، حيث أثر في عقولهم بالحجة واستمال أنفسهم بالخلق فاقتنعوا واهتدوا.

ومن الدعوة بالحوار أيضاً ما قامت به أم سليم - رضي الله عنها - عندما أراد أبو طلحة أن يتزوجها فقالت: يا أبا طلحة، ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد خشبة تنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان، قال: بلى، قالت: أفلا تستحي أن تعبد خشبة، إن أنت أسلمت لم أرد منك من الصداق غيره.

فكم أسهمت المخاطبة في دعوة الصحابة في نشر الدين؛ لما كان لها من أثر في نفوس المدعوين؛ لأنها نابعة من إخلاص وصدق مع الله فصدقهم الله فكان حوارهم حوار خير وبركة، قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} (٢).

[خصائص المخاطبة في دعوة الصحابة - رضي الله عنهم -]

١ - الحديث المباشر بين الصحابي والمدعو.

٢ - إحساس الداعي والمدعو بانفعالات الآخر وتفاعلاته.

٣ - قبول المدعو للمخاطبة والمشافهة هو بداية تقبل واستماع الدعوة.


(١) انظر: السيرة النبوية، ابن هشام، ١/ ٢٣٩ - ٢٤٣.
(٢) سورة النساء، الآية: ١١٤.

<<  <   >  >>