للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد قال بعضهم: إن الحوار هو الجدل، ومن هؤلاء الحافظ ابن كثير في تفسيره لسورة الكهف، قال: "يحاوره، أي: يجادله" (١)، ويقول الشيخ صالح بن حميد: "إن الحوار والجدال ذو دلالة واحدة" (٢)، ويذكر الشيخ سعد الشثري "أن الحوار عند العلماء المتقدمين يسمونه الجدال ويستدلون عليه بقوله جل وعلا: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} " (٣).

ومن هذه الآية تبين صلة لفظ المجادلة بلفظ الحوار، وقد تكون المجادلة درجة من درجات الحوار، وبذلك تكون من الأساليب التي تستخدم في الحوار، ومن هذا كان للحوار دور في إيصال دعوة الصحابة، بل كان هو الغالب في فترة بداية الإسلام في الفترة المكية، ومن ذلك الحوارات التي كان يقوم بها أبو بكر الصديق ليدعو الناس للإسلام، مما تسبب في إسلام السابقين للإسلام مثل: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وأبي عبيدة بن الجراح، وأبي سلمة، والأرقم بن أبي الأرقم، وعثمان بن مظعون، وأخويه عبدالله، وقدامة، وعبيدة بن الحارث، وسعيد بن زيد وامرأته فاطمة بنت الخطاب، وغيرهم كثير - رضي الله عنهم -، وكل ذلك بالحوار والمجادلة الحسنة، وذلك أنه كان - رضي الله عنه - رجلاً مألوفاً لقومه ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر، فجعل - رضي الله عنه -


(١) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ٩/ ١٣٦.
(٢) أصول الحوار وآدابه في الإسلام، صالح بن عبدالله بن حميد، ص ٦.
(٣) أدب الحوار، سعد بن ناصر الشثري، ص ٩.

<<  <   >  >>