للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (١)، فكان النجاشي - رضي الله عنه - من المفلحين.

[ي) الشاهد العاشر: أن الإسلام دين مغفرة ورحمة]

قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} (٢). هذه الآية توافق ما قام به بجير بن زهير بن أبي سلمى عندما دعا أخاه كعباً وذلك لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من منصرفه عن الطائف، كتب بجير بن زهير بن أبي سلمى إلى أخيه كعب يقول له: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل رجالاً بمكة، ممن كان يهجوه ويؤذيه وإن من بقي من شعراء قريش ابن الزبعرى وهبيرة بن أبي وهب قد هربوا في كل وجه، فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا يقتل أحداً جاءه تائباً، وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجاتك من الأرض"، وكان كعب قد أرسل قصيدة إلى بجير يعتب عليه على إسلامه ويهجو الرسول - صلى الله عليه وسلم - فأهدر الرسول دمه، فلما بلغ كعباً الكتاب أشفق على نفسه وكتب قصيدة مدح واعتذار للرسول - صلى الله عليه وسلم - والتي مطلعها:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يُفد مكبول

وقدم إلى المدينة وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ثم ألقى قصيدته أمام الرسول - صلى الله عليه وسلم - (٣). وقوله: {ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} موافق لما فعله


(١) سورة الأعراف، الآية: ١٥٧.
(٢) سورة النساء، الآية: ٦٤.
(٣) انظر: السيرة النبوية، ابن هشام، ٢/ ٤٢٤ - ٤٢٦.

<<  <   >  >>