لدى مجموعة من الصم بدون مترجم لهم، وأيضاً فإن دعوة العلماء لها وسائل وأساليب تختلف عن دعوة الفلاحين؛ لذلك فإن معرفة حال المدعو وإمكاناته هي ما يحدد الوسيلة والأسلوب المناسبين والفعالين في حالة ذلك المدعو والتي قد تختلف من مدعو لآخر.
[الفائدة الثامنة: أن هناك من الوسائل والأساليب ما يكون غير مقصود]
إن من الطبيعي أن استخدام الوسائل والأساليب من قبل الداعي هو أمر مقصود لإبلاغ الدعوة، إلا أن هناك وسائل وأساليب قد لا تكون مقصودة لدعوة الناس، وتؤدِّي ما تؤديه الوسائل والأساليب المقصودة، ومن ذلك إظهار بعض العبادات لدى المسلمين مما يجعل المشركين يفكرون في هذا الدين، ويبحثون عنه، مما يكون سبباً في إسلامهم، فكم سمعنا عن إسلام أشخاص بسبب رؤيتهم الصلاة في المسجد الحرام من خلال التلفاز، فتأثروا بذلك وأسلموا.
ومن الوسائل والأساليب غير المقصودة التعاملات الإسلامية مع الناس، وما فيها من فضائل، وقد انتشر الإسلام في كثير من بقاع الأرض بسبب حسن التعامل والصدق والأمانة من التجار المسلمين، الذين جابوا تلك البقاع، فتأثَّر بهم الناس ودخلوا في الإسلام، وكان قصد هؤلاء التجار التجارة وليس الدعوة، إلا أن إظهار أخلاق الإسلام ومعاملته وشعائره أمام الناس كان وسيلة وأسلوباً قوياً تأثَّر به أهل تلك البلاد، وفي هذا بيان أن كل ما جاء به الإسلام من شعائر وعبادات وتعاملات هي بذاتها وسائل وأساليب للدعوة وإن لم يقصد بها الدعوة.