الموانع والمؤثرات التي تمنعهم من دخول الإسلام، مما جعل الصحابة - رضي الله عنهم - يركزون على هذه الفئة من الناس؛ لذلك لو نظرنا إلى نسبة الذين أسلموا في أول الأمر من العامة مقارنة بالملأ لوجدنا تفاوتاً كبيراً، وذلك ما جعل المشركين يتجرؤون على تعذيبهم؛ لأنه لا يوجد لهم من يحميهم من الناس؛ لهوانهم عليهم، إلا أن هؤلاء العامة أصبحوا هم قوة الإسلام، وأصحاب نبي الله - صلى الله عليه وسلم - المقربين. والصحابة هم أصحاب هذا المنهج، لذلك كانوا أعلم الناس بحال العامة، ومدى قابليتهم للإسلام، فكم من مملوك أسلم على يديهم، وكم من فقير اهتدى بدعوتهم، وكان ذلك أسهل عليهم وأسرع استجابة من فرد واحد من الملأ.
فهنا نجد أن مما نستفيده من دعوة الصحابة هو عدم إهمال دعوة المستضعفين؛ لأنهم أقرب للاستجابة وأحرى بالهداية من غيرهم؛ لأن الإسلام لا يفرق بين البشر إلا بالتقوى.
[الفائدة الثامنة: أن أصحاب المعتقدات الباطلة هم أعلم الناس بخطأ معتقدهم بعد تبيينه لهم]
مما يتضح من منهج الصحابة - رضي الله عنهم - في الدعوة أن المدعوين من أصحاب المعتقدات الشركية الباطلة هم أكثر الناس معرفة ببطلان ما يدينون به، وقد اتضح ذلك في كثير من المواقف الدعوية، وقد استثمر الصحابة ذلك فذكَّروا المشركين بها، لكي يبينوا لهم عوار آلهتهم التي يعبدون، وهم أعلم بذلك العوار من غيرهم، فعندما خطب أبو طلحة قبل إسلامه أم سليم - رضي الله عنهما - وهي