للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد فرض الله الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الهجرة بثلاث سنين، وأمر بها أصحابه، ودعا إليها، فكانت أساسية في دعوة الصحابة، فهذا مصعب يدعو أسيد بن الحضير وسعد بن معاذ ويشرح لهما الصلاة، وذلك عند بداية دخولهما للإسلام.

كما أن عروة بن مسعود - رضي الله عنه - قام بالأذان بالصلاة وذلك على غرفة له، لكي يوضِّح أمر الصلاة لقومه، وأبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يصلي في داره، وكانت النساء والأطفال ينظرون إليه حتى إن قريشاً غضبت لذلك.

ومن الدعوة للصلاة أيضاً كتب القادة من المسلمين ومنها كتاب خالد بن الوليد - رضي الله عنه - إلى أهل المدائن الذي قال فيه: "وأنه من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ما لنا وعليه ما علينا" (١).

فكانت الصلاة من الموضوعات الأساسية في الدعوة إلى الشريعة عند الصحابة - رضي الله عنهم -.

٣ - من دعوة الصحابة - رضي الله عنهم - إيضاح ما يحرِّم الله من الطعام:

من شريعة هذا الدين بيان ما يحل وما يحرم من الأطعمة، وتم إيضاح ذلك في القرآن والسنة، كما أنه كان من الأنبياء - عليهم السلام - قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبينوا لأقوامهم ما يحل لهم ويحرم من الطعام، فلكل أمة شريعة تتبعها، وحرم عليها ما لم يحرم على غيرها، وأحل لها ما


(١) انظر: تاريخ الرسل والملوك، الطبري، ٢/ ٣٠٨، (استمد خالد بن الوليد - رضي الله عنه - هذا القول من كتب الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى المنذر بن ساوى وإلى أهل اليمن، ومن حديث أنس بن مالك في البخاري، وأدرجها ضمن كتبه لمن قاتلهم).

<<  <   >  >>