للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الخاصية الأولى: تلقي العلم مباشرة من الرسول - صلى الله عليه وسلم - والرجوع إليه عند الاختلاف]

لقد كان منهج الصحابة - رضي الله عنهم - في دعوة المشركين مستنداً على تلقي العلم من الرسول - صلى الله عليه وسلم - مباشرة، والسماع منه؛ فكانوا يجالسونه ولا يفارقونه، ويأخذون منه، ويحفظون، ويتخلقون بأخلاقه، ويقتدون بتصرفاته وأفعاله، فلا يفوتهم من علمه شيء، وذلك لحرصهم على ذلك؛ فهم الوحيدون في هذه الأمة الذين تلقوا العلم منه - صلى الله عليه وسلم - مباشرة؛ لأنه لم يلقَه ولن يلقاه من المسلمين جميعاً منذ بداية البعثة إلى يوم القيامة إلا الصحابة - رضي الله عنهم -، فهم تلامذته - صلى الله عليه وسلم - الذين تخرجوا من مدرسته، وتحت يديه، فهذه خصيصة لم تحصل إلا لهم، بنوا عليها منهجهم في كل أمر، ومن ذلك أمر الدعوة، بالإضافة إلى أنهم كانوا يسألون الرسول - صلى الله عليه وسلم - في كل أمر استشكل عليهم، ولم يكن هناك أحد غيره يسألونه، وقد أشار الله - سبحانه وتعالى - إلى ذلك في مواضع عديدة في القرآن، منها قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} (١)، وقوله: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ} (٢)، و {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} (٣)، و {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ} (٤)، و {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} (٥)،

وغيرها من الآيات، وفي كل سؤال من هذه الأسئلة يأمر الله سبحانه رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يجيبهم، وذلك بقوله: بعد كل سؤال:


(١) سورة البقرة، الآية: ١٨٩.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢١٥.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢١٩.
(٤) سورة المائدة، الآية: ٤.
(٥) سورة الأنفال، الآية: ١ ..

<<  <   >  >>