للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - أصحاب الأشخاص (١).

إذا كانت الروحانيات لا ترى بالأبصار والهياكل تغيب ولا تتواجد كل وقت، قامت هذه الفرقة باتخاذ أصنام تمثل الهياكل التي تقربهم للروحانيات التي بدورها تقربهم إلى الله - سبحانه وتعالى -، وبذلك يكونون عبدة الأوثان والأصنام.

٤ - الحرنانية (٢).

يقولون إن الصانع المعبود واحد وكثير، فأما واحد ففي الذات والأول والأزل والأصل، وكثير لأنه يتكثر بالأشخاص في رأي العين، ويقولون إنه لا بعث ولا قيامة، إنما يؤمنون بتناسخ الأرواح والحلول، وهم أصل هذه الفكرة، ويقولون بأن القاذورات والشرور ليست من الله وهو أجل من أن يخلقها، أما الخير والسعد فهو من البارئ تعالى.

وقد اندثرت جميع فرق الصابئة وأفكارهم ولم يتبق منهم اليوم إلا الصابئة المندائية، وهي التي تعد يحيى - عليه السلام - نبياً لها يقدس أصحابها النجوم والكواكب ويعظمونها، ولهم طقوس دينية كثيرة ويوجدون الآن في جنوب العراق وإيران (٣).

واختُلِفَ في الصابئة هل هم أهل كتاب وهل تؤخذ منهم الجزية أم لا، وذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى


(١) انظر: المرجع السابق، ص ٤٨ - ٥١.
(٢) انظر: المرجع السابق، ص ٥٣ - ٥٥.
(٣) انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ٢/ ٧١٤ - ٧٢٢.

<<  <   >  >>