خباب بن الأرت مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - عندما قرأ الصحيفة التي فيها سورة طه، وقال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه؛ فكانت فرصة لخباب أن يدعو عمر ويرغبه بالإسلام؛ لأنه أحسَّ أن عمر بن الخطاب قد راجع نفسه في ذلك الموقف، فخرج إلى عمر وقد كان مختبئاً فقال له: والله يا عمر إني لأرجو أن يكون الله قد خصَّك بدعوة نبيه - صلى الله عليه وسلم -؛ فإني سمعته أمس وهو يقول:"اللهم أعزَّ الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب"، فالله الله يا عمر، فقال عمر عند ذلك: فدُلَّني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم (١). ولأن المواقف والأحوال يحصل فيها تغيير في نفوس البشر من إعادة تفكير وتدبر كما أن فيها من التحرر من أفكار قديمة أو اعتقادات متأصلة في النفس، ولأن هذه الحالات تكون مؤقتة، فإن اغتنامها قبل فواتها وسيلة عملية لإيصال الدعوة وتبليغها، ومن هذه الأمثلة في سيرة الصحابة الكثير من المواقف.
[خصائص اغتنام المواقف والأحوال]
١ - تمييز الداعي للمواقف المناسبة.
٢ - المواقف التي يمر بها المدعو والأحوال التي تؤثر فيه تكون حافزاً للداعي.
٣ - تعرض المدعو لمواقف معينة يجعله سهل الدعوة.
٤ - حرص الداعي على عدم تفويت الفرص.
٥ - معرفة الكيفية المناسبة للدعوة من خلال معرفة أحوال المدعو.