للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها" (١)، ففي ذلك بيان الترتيب بأن الصحابة هم أول من كان بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهذه الخاصية تجعل هذا المنهج نقيَّاً من أي شوائب أو ترسبات سابقة قد تؤثر عليه، أو تتحكم في اتجاهه، ولنا في الأديان الأخرى عبرة، كتأثر اليهودية بالفراعنة، وتأثر النصارى باليهود، وتأثر السيخ بالهندوس والمسلمين، وغيرها من الأديان الوضعية، والمذاهب الضالة التي اقتبست من كل دين سابق لها منهجاً في عبادتها، فنقاء منهج دعوة الصحابة من نقاء حَمَلَة ذلك المنهج.

[الخاصية السابعة: الوضوح في الدعوة وعدم التورية]

الوضوح هو من سمات ومميزات الدين الإسلامي بشكل عام، ومن هذا كان منهج الصحابة - رضي الله عنهم -، فقد كانوا صريحين واضحين في دعوتهم للمشركين، ولم يواروا أو يجاملوا على حساب الدين والدعوة، وذلك ما أكسبهم ثقة المدعوين؛ لأن إخفاء بعض الأمور وعدم إيضاحها يفقد الداعي مصداقيته مما ينعكس على الدعوة ويفقدها مصداقيتها.

وقد كان الصحابة يعرضون الإسلام وأحكامه بوضوح إرضاءً لله - سبحانه وتعالى - لعلمهم أنه سبحانه هو من يعطي القبول من عدمه، ولم يكونوا يخفون شيئاً من الدين أو يحرِّفونه من أجل كسب أو إرضاء المدعوين، وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "من التمس


(١) جامع الترمذي، أبواب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدعة، رقم ٢٦٧٦، ص ٦٠٧. حديث صحيح (الألباني، صحيح الجامع، رقم ٢٥٤٩، ١/ ٤٩٩).

<<  <   >  >>