للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول ابن عاشور في تفسير هذه الآيات: (أراد بهذا الجواب أن يفترض إقبالهما عليه وملازمته والحديث معه؛ إذ هما يترقبان تعبير الرؤيا فيدمج في ذلك دعوتهما إلى الإيمان مع الوعد بأنه يعبر لهما رؤياهما غير بعيد، وجعل لذلك وقتاً معلوماً لهما" (١)، فالجمع بين المكان الذي هو السجن واجتماعهم فيه وقد لا يجتمعون في غيره، وبين الزمان الذي هو وقت سؤالهما عن تعبير الرؤيا، وقد لا يفتح الحديث مرة أخرى، أو قد يخرجون من السجن، كان فرصة زمانية ومكانية استثمرها يوسف - عليه السلام - ليدعو إلى الله، وهذا ما يجب أن يكون عليه الداعي إلى الله، وأن يهيئ نفسه لمثل تلك اللحظة.

خامساً: كيف يدعو الداعي؟

بعدما يكون الداعي قد أُعِدَّ إعداداً جيداً فيما سبق فإنه يكون مؤهلاً لأن يتعلم الكيفية التي سيدعو بها، وذلك بالاستفادة من الإجابات السابقة، وفيه إيضاح لمدى ارتباط الإجابات عن الأسئلة السابقة والإعداد على ضوئها بالسؤال الأخير، وهو كيف يدعو الداعي؟

وكيفية دعوة الداعي هي المعرفة من قبل الداعي باستخدام الوسائل والأساليب المناسبة للدعوة حسب معطيات الحالة والظروف المحيطة بالمدعو، ولأننا سوف نتطرق للأساليب والوسائل في الفصل الثالث فلن نتوسع في هذه الإجابة حتى لا يكون هناك تكرار إلا أن ما يهمنا هنا هو أنه يجب إعداد الداعي إعداداً


(١) التحرير والتنوير، ابن عاشور، المجلد الخامس، الجزء الثاني عشر، ص ٢٧٠.

<<  <   >  >>