للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانياً: الأمر بالمعروف:

"المعروف هو اسم جامع لكل ما عُرف من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان إلى الناس" (١)، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (٢)، وقال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (٣).

فالمعروف وسيلة عظيمة من وسائل الدعوة التي أمر الله - سبحانه وتعالى - بالعمل بها لما فيها من الدلالة على الخير والإرشاد إليه، وما فيها أيضاً من إبراء لذمة الداعي أمام الله - سبحانه وتعالى -، والأمر بالمعروف هو من أسباب خيرية هذه الأمة، {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ}؛ فبالأمر بالمعروف ربط الله خير هذه الأمة من بين الأمم، فهو من أسرار فضلها.

يقول ابن عطية الأندلسي: "وهذه الخيرية التي فرضها الله لهذه الأمة إنما يأخذ بحظه منها من عمل هذه الشروط من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله، والأمر بالمعروف من صفات الصالحين التي ذكرها الله - سبحانه وتعالى - في كتابه" (٤)، قال تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (١١٣) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} (٥)، وقد أرسل الله - سبحانه وتعالى -


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن الأثير، ص ٥٩٣.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١١٠.
(٣) سورة الأعراف، الآية: ١٩٩.
(٤) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ابن عطية الأندلسي، ١/ ٨٩.
(٥) سورة آل عمران، الآيتان: ١١٣ - ١١٤.

<<  <   >  >>