للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالضغط وفرض العقوبات عليهم، قال تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} (١)، يقول الشيخ السعدي: "استعملوا قوتهم السبعية في مقابلة الحق فقالوا: إما أن ترجع أنت ومن معك إلى ديننا أو لنخرجنكم من قريتنا" (٢)، وقد عذبت قريش المستضعفين ممن أسلموا فكان ذلك إشارة إلى كل من يفكر في الإسلام من العوام أنه سوف يعذب وقد يهجَّر خارج مكة.

[ب) الولاء والعصبية]

العرب تدين بولائهم لقبائلهم وسادتهم ويرون أن خروج أحدهم على قبيلته فيه عار كبير، وأن ولاءهم وتمسكهم بالانتماء لهذه القبيلة فخر وعز لهم، بل إن القبيلة هي العزوة والنصرة والحمية لأفرادها، ولا يقبل أحدهم أن يتبع غير هؤلاء السادة من قبيلته، ولو كانوا على ضلال، يقول الشاعر (٣):

فلما عصوني كنت منهم وقد أرى ... غوايتهم وأنني غير المهتدي

وهل أنا إلا من غزية إن غوت ... غويت وإن ترشد غزية أرشد

فيتضح أن الولاء للقبيلة قائم بالانتماء إليها، وأن ضلالهم هدى بالنسبة لأبنائها. وكذلك ما كان من حال بني حنيفة عندما ادعى مسيلمة الكذاب النبوة جاءه طلحة النمري فسأله عن حاله فأخبره أنه يأتيه رجل في ظلمة


(١) سورة الأعراف، الآية: ٨٨.
(٢) تيسير الكريم الرحمن، السعدي، ص ٣٣٤.
(٣) هو دريد بن الصمة، (انظر: الشعر والشعراء، ابن قتيبة، ٢/ ٧٣٧).

<<  <   >  >>