ودخول شعوب غير عربية إليه؛ مما أدَّى إلى الحاجة لتوضيح معاني الكلمات. ومن هنا نجد أن الصحابة - رضي الله عنهم - بنوا منهجهم على فهم ومعرفة بألفاظ القرآن، ولم يحتاجوا أن يفسر لهم؛ فقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - منهم ويتكلم بلسانهم، قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(١). فهذا جعل المنهج خالياً من الشوائب والمفاهيم الخاطئة.
[الخاصية العاشرة: انعدام الخلاف الفقهي في عهد الصحابة - رضي الله عنهم -]
تميز عهد الصحابة بالاتفاق بينهم وعدم خلافهم فيما يخص مسائل الدين، وإن كان هناك خلافات فقهية يسيرة إلا أنها جميعها مستندة إلى أدلة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وبذلك كان للمنهج حماية من الانحراف والزيغ.
ومما يلحظ أن الخلافات الفقهية الكبيرة لم تحدث إلا بعد ذهاب الصحابة - رضي الله عنهم -، مثل الأفكار المختلفة لم تدخل على الأمة إلا بعد عصر الصحابة؛ مما نتج عنه كثير من الفرق الضالة والتي حُسبت على الإسلام، ومن هذا نكاد نقول إن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا جميعهم على منهج دعوة واحد تقريباً، وذلك لعدم وجود الخلاف بل وجود الاتفاق بينهم، ومن أدلة ذلك رسل خالد بن الوليد إلى رستم ودعوتهم لهم، وكأنهم رجل واحد لم يختلفوا في شيء من أمرهم.
فالوفاق الفكري والفقهي لدى الصحابة أدَّى إلى وفاق في منهجهم للدعوة؛