للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للدعوة، كما ذكرنا أن دعم أبي طالب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان له أثر كبير في نشر الدعوة بين الناس لما في ذلك من تأمين له وحماية من الأذى.

ولعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن دعوة الملأ وإسلامهم فيه نصرة للدين، فقد حرص على ذلك، فكان يتردد على مجالسهم ويكلمهم ويدعوهم، ومن دلائل عزة الإسلام وقوته بإسلام الملأ إسلام حمزة بن عبدالمطلب وعمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -؛ حيث أصبح للمسلمين قوة وعزيمة وارتفعت معنوياتهم حتى علموا أن الإسلام قد نُصر وعز، وفي ذلك إشارة لما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن إسلام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عندما قال: (اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك، بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب ((١)، وذلك دليل على أن الملأ هم نصرة للدين، وعز للإسلام إذا أسلموا.

وقد كان لإسلام كثير من الملأ تأثير في دعوة قومهم واستجابتهم للدعوة بدون تردد، ومن هؤلاء سعد بن معاذ، والطفيل بن عمرو الدوسي، وضمام بن ثعلبة، وعمرو بن مرة الجهني - رضي الله عنهم -، فعندما أسلموا أسلم معهم قومهم.

كما كان من نصرة ملأ المشركين للمسلمين مما ساعد على دعوتهم، إجارة بعضهم لبعض المسلمين، كإجارة ابن الدغنة لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه - (٢)، وإجارة الوليد بن المغيرة لعثمان بن مظعون - رضي الله عنه -، وأبو سلمة - رضي الله عنه - في جوار أبي طالب (٣).


(١) جامع الترمذي، أبواب المناقب، باب مناقب أبي حفص عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، رقم ٣٦٨١، ص ٨٣٨. حديث حسن صحيح (الألباني، المشكاة، رقم ٦٠٤٥، ٣/ ١٧٠٤).
(٢) انظر: السيرة النبوية، ابن هشام، ١/ ٣٤٣.
(٣) انظر: المرجع السابق، ص ٣٤١.

<<  <   >  >>