بيان لصاحب العقل، فلا يقبل التردد أن هذا الصنم لا يصلح أن يكون إلهاً يُعبد، ولولا إثبات ذلك أمام ناظريه كسبب يحيي قلبه ويخرجه من ظلماته وجهله لما تبين له خطأ رأيه.
جـ) من بيان خطأ الاعتقاد في الأصنام ما قام به الطفيل بن عمرو الدوسي عندما أمر زوجته بأن تغتسل من حمى ذي الشرى وهو ماء حمى لصنم دوس ذي الشرى، وقد كانوا يخشون على أنفسهم من أن يعتدوا على حمى إلههم؛ لأن ذلك يغضبه ويتسبب لهم بالسوء، إلا أن الطفيل بن عمرو - رضي الله عنه - قال لها:"أنا ضامن لك"، فاغتسلت فكان ذلك أول ما انكسر من اعتقادها بذي الشرى، ثم عرض عليها الإسلام فأسلمت. فاغتسالها وعدم إصابتها بسوء أثبت خطأ اعتقادها؛ لأنها وجدت أن كل ما كانت تعتقده غير صحيح، وذلك لما لمسته وأحست به بما أعطاها الله من حواس.
د) ضمام بن ثعلبه - رضي الله عنه - هو أفضل وافد قوم كما قال ابن عباس - رضي الله عنهما -، فعندما خرج من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قومه وقدم عليهم كان أول ما تكلم به أن قال:"بئست اللات والعزى"، واللات والعزى هما آلهتهم التي يعبدون ويخشون، فما كان منهم إلا أن قالوا له: مه يا ضمام، اتق البرص والجذام واتق الجنون، فقال لهم: ويلكم، إنهما والله لا يضران ولا ينفعان، فبيان ضمام بن ثعلبة - رضي الله عنه - لقومه أن اللات والعزى لا يضران ولا ينفعان وأن ما كانوا يعتقدونه فيها من أنها سوف تصيبه بالبرص والجذام والجنون هو أمر