للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعرفوا نبيهم وممن هو، كما أخبر الله - سبحانه وتعالى - بأنه بشر مرسل من عنده تعالى، وذلك لقوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} (١)، وقوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} (٢).

كما أوضح الله - عز وجل - مكانة رسوله - صلى الله عليه وسلم - عنده، وذلك بقول الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (٣)، وقال سبحانه: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (٤)، وقال - صلى الله عليه وسلم - عن نفسه: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع ((٥).

كما بين لهم - صلى الله عليه وسلم - طريقة التعامل معه، والحديث في حضرته، فكان لإعدادهم في هذا الجانب أثر كبير في دعوتهم، ومن الأمثلة على ذلك عندما أرسلت قريش رسلها إلى النجاشي ليسلمهم المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة، عند ذلك سألهم النجاشي عن دينهم بحضور أساقفته ورسل مشركي قريش، فتكلم جعفر بن أبي طالب وكان مما ذكر صفات الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: "حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه" (٦). وما ذكره عمرو بن مرة الجهني لقومه عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين


(١) سورة التوبة، الآية: ١٢٨.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٤٤.
(٣) سورة النساء، الآية: ٨٠.
(٤) سورة الكوثر، الآية: ١.
(٥) صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب تفضيل نبينا - صلى الله عليه وسلم - على جميع الخلائق، رقم ٥٩٤٠، ص ١٠٠٨.
(٦) السيرة النبوية، ابن هشام، ١/ ٣١٢ - ٣١٣.

<<  <   >  >>