للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكان من إعداد الصحابة أنهم كانوا ينهلون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويتسابقون على سماع ما أنزل إليه من القرآن وحفظه، كما أنهم كانوا يسألونه في كل الأمور التي تُعرفهم بخالقهم، وقد علَّمهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما علَّمه ربه فيما فيه وصف الله - سبحانه وتعالى -، فعلمهم سورة الإخلاص، قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (١)، كما علمهم قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (٢٢) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (٢).

بهذا كان إعداد الصحابة كدعاة من خلال تعريفهم بربهم، وبهذا كانوا يتعاملون مع المدعوين، كما أنه أوضح لهم - صلى الله عليه وسلم - وحذرهم من الاستسلام لإغواء الشيطان، فقال لهم - صلى الله عليه وسلم -: (لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل: آمنت بالله ((٣)، فوضع - صلى الله عليه وسلم - لهم القواعد في معرفة الله - سبحانه وتعالى -، والدعوة إليه، والضوابط في ذلك، فكان ذلك إعداداً للصحابة فيما يتعلق بمعرفتهم بالله.


(١) سورة الإخلاص، الآيات: ١ - ٤.
(٢) سورة الحشر، الآيات: ٢٢ - ٢٤.
(٣) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها، رقم ٣٤٣، ص ٦٩.

<<  <   >  >>