للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النسب، إلى أن قال: فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك أن تقبل منها بعضها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قل يا أبا الوليد أسمع، قال: يا ابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت من هذا القول مالاً جمعنا من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمع منه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أفرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم، قال - صلى الله عليه وسلم -: فاستمع مني، قال عتبة: أفعل، فقرأ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن ... إلى آخر القصة (١)،

فنجد هنا استماع الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى عتبة بن ربيعة مع أنه يدعو إلى ضلال، كما أننا نجد استماع عتبة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أنه يدعوه إلى أمر لا يقبله، إلا أن كلاً منهما يعلم أنه يجب عليه الاستماع للآخر، فالدعوة هي من النصيحة والاستماع للنصيحة من المنصوح واجبة، وعندما طلب مصعب بن عمير من أسيد بن حضير ومن سعد بن معاذ - رضي الله عنهم - الجلوس والاستماع له أجابا وكان في ذلك هدايتهم وهداية قومهم - رضي الله عنهم - أجمعين.

يقول سفيان الثوري: "إن أول العلم الإنصات ثم الاستماع ثم الحفظ ثم العمل به ثم النشر" (٢)، وفي روايات أنه قدم الاستماع على الإنصات (٣)، وجميعها تؤدي إلى الهدف نفسه.


(١) انظر: السيرة النبوية، ابن إسحاق، ص ٢٤٢ - ٢٤٣ ..
(٢) روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، محمد بن حبان البُستي، ص ٣٤.
(٣) انظر: حلية الأولياء، أبو نعيم الأصبهاني، ٦/ ١٢٠. وانظر: فتح الباري، ابن حجر، كتاب العلم، باب الإنصات للعلماء، رقم ١٢، ١/ ٢٨٧.

<<  <   >  >>