صلوات ... ((١)، فوضع الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه موضوع التوحيد ضابطاً أساسياً تأتي بعده العبادات الأخرى، فمن هذا نجد دعوة الصحابة لم تخرج عن هذا الضابط؛ ففي غزوة الأحزاب عندما برز علي - رضي الله عنه - لعمرو بن عبد ود بعد اقتحامه الخندق ما كان من علي - رضي الله عنه - إلا أن عرض عليه خيارين كان أولهما دعوة إلى الله وحده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - والإسلام.
وفي دعوة ضمام بن ثعلبة - رضي الله عنه - لقومه عندما أتاهم من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم:"بئست اللات والعزى"، فكان ذلك أول دعوة للتوحيد ولنبذ الشريك لله، وهي آلهتهم وأوثانهم، فأراد - رضي الله عنه - أن يجعل التوحيد هو بداية الدعوة وحافظها من الشرك أولاً وقبل كل شيء.
وبهذا كان البدء بالتوحيد ونبذ الأنداد والشركاء وما يعبد من دون الله هو الضابط الرئيسي لدعوة الصحابة وجعل كلمة التوحيد هي المنطلق لدعوتهم - رضي الله عنهم -.
والاهتمام بجعل التوحيد هو الموضوع الرئيس في دعوة الصحابة يقصد به إخراج المدعو من ظلام الشرك إلى نور الإسلام؛ لأنه لا يكون المرء مسلماً إلا بتوحيد الله - سبحانه وتعالى -، وذلك الفرق بين المشرك والمسلم، ولعلم الصحابة بذلك فقد راعوا هذا الجانب مما أدى إلى جعل التوحيد موضوعاً يدخل في كل مجالات دعوتهم، وليس أدل على ذلك من تتبع النشاط الدعوي لديهم - رضي الله عنهم -، ومعرفة مدى اهتمامهم بذلك.
(١) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، رقم ٢٩، ص ٣١.