للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك في قصة إسلام طلحة بن عبيد الله عندما أرسلته قريش لأبي بكر - رضي الله عنه - ليرده عن الإسلام فقال له: أدعوك إلى عبادة اللات والعزى، فما كان من أبي بكر إلا أن قال: ومن اللات والعزى؟ فقال: هن بنات الله، قال أبو بكر: فمن أمهن؟ ففي هذا الأسلوب الذي أجاب به أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - سلامة من الشرك وإيضاح حقائق ما يعبد من دون الله بالحجة السليمة، فلم يقبل أبو بكر - رضي الله عنه - أن يكون لله بنات، ورد على طلحة بن عبيد الله بمنهج عقلي سليم، وفيه التزام بمنهج الوحي في قوله تعالى: {أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ} (١).

وفي إسلام عمر - رضي الله عنه - مثال لسلامة المنهج وعدم التنازل عن شيء من أمور الدين، فهذه فاطمة بنت الخطاب - رضي الله عنها - أخت عمر - رضي الله عنه - عندما طلب منها الصحيفة التي فيها القرآن ليقرأها لم تعطه إياها بل قالت له: إنك نجس على شركك، وإنه لا يمسه إلا المطهرون. فهي بذلك لم تتنازل عن أمر من أمور الدين بسبب إسلام أخيها، فكان منهجها واضحاً سليماً ورسالة لمن تدعوه.

ومن سلامة المنهج عدم موالاة المشركين ومحاباتهم من أجل الدعوة؛ فالإسلام كل لا يتجزأ ولا يؤخذ منه البعض ويترك البعض الآخر، قال تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} (٢).


(١) سورة الأنعام، الآية: ١٠١.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٨٥.

<<  <   >  >>