وَإِلَّا يكون عبارَة عَن تجميع آراء الْمذَاهب بأدلتها الْخَاصَّة الَّذِي لَا يخْتَلف عَن الْكتب الْقَدِيمَة للمذاهب شَيْئا كم نتمنى أَن تعد موسوعة فقهية على هَذَا الْمنْهَج السَّلِيم المحايد كي تكون مرجعا موحدا لتلقي الْأَحْكَام فِي الْقَضَاء ودستورا شَرْعِيًّا أقرب مَا يُمكن إِلَى الصَّوَاب وقانونا رسميا يجْتَمع عَلَيْهِ الشّعب كُله وكل هَذَا مُمكن بِأَدْنَى تَوْجِيه من المسئولين القائمين على هَذِه الْأَمَانَة الإسلامية {وَمَا ذَلِك على الله بعزيز} إِبْرَاهِيم ٢٠
بَاب الإجتهاد وأسبابه
لما تغلغل الْمَذْهَب فِي سويداء قُلُوبهم وغرز التَّقْلِيد الجامد براثنه فِي جسم الْأمة وفرطوا فِي الْقيام بالإجتهاد وَفِي الْمسَائِل واعتمدوا على الإحتكام إِلَى مَذْهَب من الْمذَاهب مهما كَانَ دَلِيله قُوَّة وضعفا نادوا بسد بَاب الإجتهاد فِي منتصف الْقرن الرَّابِع بِدُونِ دَلِيل وَبِدُون حق لأسباب تتلخص فِي النقاط التالية ضعف السُّلْطَان السياسي للخلفاء العباسيين مِمَّا أثر فِي حَيَاة الْفِقْه وَالْفُقَهَاء فَلم يَجدوا التشجيع الَّذِي كَانَ يحفزهم على الإنتاج الفقهي تدوين الْمذَاهب وترتيب مسائلها وتبويبها مِمَّا جعل الْفُقَهَاء يركنون إِلَى هَذِه الثروة الْفِقْهِيَّة ويستغنون بهَا عَن الْبَحْث والاستنباط ضعف الثِّقَة بِالنَّفسِ والتهيب من الِاجْتِهَاد مِمَّا جعل الْفُقَهَاء يؤثرون التَّقْلِيد على الْخَوْض فِي ميدان الإجتهاد الْمُطلق إدعاء الإجتهاد مِمَّن لَيْسُوا أَهلا لَهُ فأفتوا بسد بَاب الإجتهاد دفعا لهَذَا