أحدهما: بالعلم، والثاني: بتذكرة منه لما عليه ورغبته فيما له والثالث: بتذكرة عظمة الله، وجلاله وقدرته وسلطانه، والرابع: بتذكرة استحيائه من الملك الجبار، والخامس: بتذكرة خوفه من غضب الله عليه، وبقائه له على الشبه. وشكل الورع الحذر، وضد الورع الإقبال، وضد الحذر الجفاء، والجفاء والإقبال شكل.
وللمتورع ثلاثة علامات: أولها: يحب قلة الشيء لأن في قلة الشيء سلامة له في أمر دينه، والثاني: قلة الكلام في نجاة من سؤال الله إياه، ماذا أردت به، والثالث: قلة الأكل لأن فيه كسر البدن وزيادة في الدرجات وشرحاً للقلب وطريقاً للورع والتفكر.
وثلاثة أشياء فعال المتورع: أولها: أن يكون كلامه بالوزن والحجة والخوف، والثاني: قيامه على الحذر بالليل والنهار، والثالث: مشتغل ببدنه فلا يتفرغ إلى عيوب الناس.
ولا يصيب المتورع الورع حتى يتفكر في عظمة الله وقدرته وهيبته وسلطانه فيهاب منه ويستحي فإذا استحيا منه يقدر على الورع، والورع في كلام العرب الوقف، يقال أروع يا غلام أي قف، وهو الوقف بين الحلال والحرام، فنعم الباب الورع لمن رزقه الله، وطوبى لمن وفقه الله بالورع.
[تفسير الشكر وضده كفر النعمة]
[تفسير الشكر]
والشكر من الشاكر يكون بثلاثة أشياء: أحدهما: بتذكرة الزيادة لأن الله عز وجل قال: (لئن شكرتم لأزيدنكم) ، والثاني: بتذكرة منَّة الله عليه، والثالث: بتذكرة القدر والقسمة الذي قسم الله حتى يعلم شكر نعمة الله بما نزل من الشدة.
وللشاكر ثلاثة علامات: أولها: أن يحب الجهد لأنه يجتهد حتى يؤدي شكر ما أنعم الله عليه، والثاني: بتذكرة التضرع، والثالث: يحب العبادة حتى يؤدي ما أعطاه الله.
وثلاثة أشياء من فعال الشاكرين: أولها: أن يكثر ذكر منّة شكر الله عليه، والثاني: يعتبر بمن ابتلاه الله بالشقاوة والسعادة، لقوله:(ونبلوكم بالشر والخير فتنة) ، والثالث: أن يجتهد حتى يؤدي الشكر.